(شهد النهارُ وكشفه غُممَ الدجى ... إنّ الزمانَ مبيضٌ ما سودا)
ومثله قول الآخر:
(فما كنت إلاّ السيف جُرد في الوغى ... وأخمد في الهيجا وردّ إلى الغمد)
ومن أبلغ المديح:
(بديهته وفكرتهُ سواءٌ ... إذا ما نابهُ الخطبُ الكبيرُ)
(وصدرٌ فيه اللهم اتساعٌ ... إذا ضاقت من الهمَ الصدور)
ومن أبلغ المديح قول البحتري:
(أخذوا النبوةَ والخلافةَ وانثنوا ... بالمكرُماتِ كثيرِها وقليلِها)
(وإذا قريشٌ فاضلتك فضَلْتَها ... بأبي خلائفها وعم رسولها)
(وجوادُها ابن جوادِها وكريُمها ابن ... كريمها ونبيلُها ابن نبيلها)
(لو سارت الأيامُ في مسعاتهم ... لتنالها لتقطّعت في طُولها)
(رفعتهمُ الآياتُ في تنزيلها ... وَقَضتْ لهمِ بالفضلِ في تأويلها)
(وإذا انشعبتَ أخذتَ خيرَ فروعها ... وإذا رجعتَ أخذت خيرَ أصولها)
وقلت:
(لئن قلَ أربابُ المكارم والعلا ... ليحيى كثيرٌ في العلا والمكارمِ)
(يذكرني جودَ الغمائم جودُهُ وشكري له شكرَ الثرى للغمائمِ)
(تخال به بدرًا مع الليل باهرًا ... يلوحُ على عرف من الليل فاحم)
(يديلُ من الأيام والدهرُ مُنصف ... بعزم على الأيام والدهر حاكم)
(يبزُ من الأنجاد كل مساور ... ويعلو من الأمجاد كل مكارم)
(بخلق كمتنِ الصخر في كفِّ لامسٍ ... وطور كجري الماء في عين حائمِ)
(ورأي كصدر الراغبيةِ شارع ... وعزم كحدِّ المشرفية صارم)
(على بلدة يسقي الضراغمَ ماؤها ... ويسقي بها الألى دماء الضراغمِ)
ومن بارع المديح قول أبي تمام:
1 / 69