(فلو أن مجدًا أو ندى أو فضيلةَ ... تخلدُ شيئًا كنتَ أنتَ المخلدا)
ومن بليغ المديح ما أنشدناه أبو أحمد عن الصولي عن أبي العيناء عن الأصمعي للصموت الكلابي وقال مرة للصموت الكلابية امرأة:
(لله دَرُّكَ أيُّ جُنّةِ خائف ... ومتاع دُنيا أنتَ في الحدِثان)
(متخمط يطأ الرحال غُلَّبةً ... وطأ الفنيق دوارج القردان)
(وتفرج البابَ الشديدَ رتاجُه ... حتى يكونَ كأنه بابان)
وتبعه أبو تمام فقال في ابن أبي داود:
(فلتبكِ الأحسابُ أي حياةٍ ... وحيا أزمةٍ وحيّةٍ واد)
(عاتقٌ معتقٌ من اللومِ إلاّ ... من مقاساةِ مغرمٍ أو نجادِ)
ومن أجود ما قيل في صفة الكمال قول كشاجم:
(ومهذبِ الألفاظ منطقهُ ... ما فيه من خطلٍ ولا مَينِ)
(ما شئتَ من ظَرفٍ ومن شيم ... ما في محاسنهن من شين)
(ما كان أحوج ذا الكمال إلى ... عيبٍ يوقيه من العين)
قد أحسن وظرف ولم يقصر في تفليل الحز واصابه المفصل. ومثله قوله:
(يا كاملَ الآدابِ مُنفردَ العلا ... والمكرمات ويا كثير الحاسدِ)
(شخصَ الأنامُ إلى كمالك فاستعذ ... من شر أعينهم بعيبٍ واحدِ)
وقال ابن الرومي يمدح بعض العمال وقد نكب:
(لا يستطيعك بالتنقُّصِ حادثٌ ... وأبى لك التكميلُ أن تتزيدا)
(وكأنني بك قد نحوتَ محمد ... في النائباتِ كما دعيت محمدا)
(فطلعتَ كالسيفِ الحسامِ مجرّدًا ... للحقِّ أو مثل الهلالِ مجددا)
1 / 68