(فقل للخليفةِ إن جئتهُ ... نصيحًا ولا خيرَ في المتهم)
(إذا أيقظتك جسامُ الأمور ... فنبه لها عمرًا ثمَّ نَمْ)
(فتىً لا يبيتُ على رمقهِ ... ولا يشربُ الماءَ إلاّ بدم)
(يحبُ العطاءَ وسفكَ الدماءِ ... فيغدو على نِعَمِ أو نِقم)
وقال البحتري:
(إذا المهتدي بالله عُدت خلالهُ ... حسبتَ السماءَ كاثرتك نجومُها)
وقلت: كم غاية لكُم تقاصرَ دُونها ... مَنْ رامها فكأنه ما رامها)
(يعلو كرام العالمين وإنما ... يعلو كرامُ العالمين لثامَها)
(وإذا تسامى الأكرمون إلى العلا ... نالوا مناسمها ونلت سنامها)
(أمِنَ المكارم أن يُبددَ شملها ... لما رأتك نظامهُ ونظامها)
(ذلت له نُوَبُ الزمان وأصبحت ... في عقوتيه جبالها آكامها)
وقال البحتري:
(إذا ذُكِرت أسلافُه وتُشُوهِرَت ... أماكنها قلت النجوم قبورُها)
(إذا ماتت الأرضُ ابتدوها كأنما ... إليهم حياها أو عليهم نشورها ...)
(ودون عُلاهُم للمُسامين برزخٌ ... إذا كلفته العير طال مَسيرُها ...)
(بتدبير مأمونِ على الأمر رأيهُ ... ذكيرٌ وأمضى المرهقات ذكورها)
(وذو هاجس جسٍ لا يحجبُ الغيبُ دونه ... تريه بطونَ المشكلات ظهورُها)
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن عبد الله بن الحسن عن البحتري قال سمعت إبراهيم ابن الحسن بن سهل يقول: كان المأمون يتعصب للأوائل من الشعراء ويقول انقضى الشعر مع ملك بني أمية، كان عمي الفضل بن سهلٍ يقول الأوائل حجة وهؤلاء أحسن تعريفا إلى أنه أنشده يومًا عبد الله بن أيوب التميمي شعرًا يمدحه فيه فلما بلغ إلى قوله
(ترى ظاهرَ المأمون أحسن ظاهر ... وأحسن مما قد أسر وأضمرا)
(يناجي له نفسًا تردع بهمة ... إلى كل معروفٍ وقلبًا مُطهرا ...)
1 / 60