(قومُ همُ الرأس إذ حسادهم ذنب ... ومن يمثِّلُ بينَ الرأس والذَّنب)
ومنه قول الحطيئة:
(قوم همُ الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ ... ومن يسوّي بأنفِ الناقةِ الذَّنبا)
وقال غيره:
(الناسُ أرضُ بكل أرضٍ ... وأنتَ من فوقهم سماءُ)
وقلت:
(أبشر فإنك رأسٌ والعلا جسدٌ ... والمجدُ وجهٌ وأنتَ السمع والبصر)
(لولاك لم يك للأيامِ منقبةٌ ... تسمو إليها ولا للدِّهر مفتخرُ)
وأخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا أبو بكر بإسناد ذكره عن الهيثم بن عدي قال دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان فقال يا أمير المؤمنين قد امتدحتك فاستمع مني فقال إن كنت شبهتني بالصقر والأسد فلا حاجة لي بمدحك وإن كنت قلت كما قالت أخت بني الشريد لأخيها صخر فهات فقال الأخطل وما قالت يا أمير المؤمنين قال هي التي تقول:
(فما بلغتْ كف امرئ متناولٍ ... بها المجدَ إلاّ حيثُ ما نلتَ لطول)
(ولا بلغَ المهدونَ في القولِ مِدحةً ... ولو أطنبوا إلاّ الذي فِيكَ أفضلُ)
فقال الأخطل والله لقد أحسنت القول ولقد قلت فيك بيتين ما هما بدون قولها قال هات فأنشد:
(إذا متَّ مات العرفُ وانقطعَ النَّدى ... من الناسِ إلا في قليلٍ مُصرَّدِ)
(وردَّتْ أكفُّ السائلينَ وأمسكوا ... من الدين والدنيا بخِّلف محرد)
وليس يحسن عندي أن يقال للممدوح إذا مت فإن استماع ذلك مكروه وإن كانت الشعراء قد استعملته في كثير من مقاماتها أنشدنا أبو أحمد عن ابن دريد:
(إذا مُتَّ لم توصلْ بعرفٍ قرابةٌ ... ولم يبقى في الدنيا رجاءٌ لنائل)
وهو من قول النابغة:
(فإن يهلك أبو قابوسَ يهلكْ ... ربيع الناس والشهر الحرم)
1 / 27