ديوان المعاني
الناشر
دار الجيل
مكان النشر
بيروت
وليشفين حبي فمٌ وحتى يد ... وكلاهما لي باردٌ سلسال)
(ماذا الغنى والبخل مالك من غنى ... وكذاك ياذا المال مالك مال)
(أطلقْ يديكَ فإن بين يديك ما ... يرديهما ووراءَ حالك حال)
(قد تسلم الأوكالُ وهي مواكلٌ ... للترهاتِ وتقتلُ الأبطال)
(ورجالُ هذي النائباتِ وإن رَأوْا ... شظفًا من الأيام فهي رجال)
وقلت:
(ماذا يسرك من مال تجمعهُ ... أو ما يغمك منه إذ تفرقهُ)
(ولم يكن لك مالٌ يوم تكسبهُ ... لكنه لك مالٌ يومُ تنفقهُ)
(تحبُ من أجلهِ الدنيا وتورثها ... وسوف توبقك الدنيا وتوبقه)
(سترتهُ عن عيونِ الناسِ كلهم ... ولستَ تعلم أن الدهرَ يرمقه)
(إن لم تبكر إليهِ في نوائبهِ ... فسوف يطرقهُ ركضًا فيرهقة)
وقد أحسن القائل:
(إذا أعجبتك خصالُ امرئ ... فكنهُ تكن مثلَ ما يعجبكْ)
(فليس على الجودِ والمكرمات ... حجابٌ إذا جئتهُ يحجبك)
(هو المالُ إن أنت لم يخترب ... أباحَ لك الدهرُ ما يخربك)
وإذا كان أفضل الجود ما كان مع الحاجة على حسب ما مدح الله تعالى به الأنصار فقال ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾ وأجود ما قيل قول عروة بن الورد:
(فلا تشتمني يا ابنَ ورد فإنني ... تعودُ على مالي الحقوقُ العوائدُ)
(ومن يؤثر الحقَ النؤوبَ يكن به ... خصاصةُ جسم وهو طيَّانُ ماجد)
وقال عبد الملك بن مروان ما وددت أن أحدًا من العرب ولدني إلا قائل هذه الأبيات
1 / 107