236

وقال أيضا [يرثي ابن أبي سفيان] (¬1):

ألا بات من حولي نياما ورقدا ... وعاودني حزنى الذي يتجدد

وعاودنى ديني فبت كأنما ... خلال ضلوع الصدر شرع ممدد

قال أبو سعيد: قوله: ديني، أي حالي التي كانت تعتادني. ويقال: ما زال ذلك ديني وديدني ودأبي، أي حالي وأمري. وقوله. شرع ممدد أي كأن في صدري دوي عود مما أحدث به نفسي من همومي لأوتاره رنة. والشرع: الوتر (¬2). يقول: لقلبي حنين معزفة، وإنما يصف ما في صدره من الحزن.

بأوب يدي صناجة عند مدمن ... غوي إذا ما ينتشي يتغرد

أوب يديها: رجع يديها بضرب الصنج (¬3). يتغرد: يطرب أي يتغنى. يقول: تحرك يديها.

ولو أنه إذ كان ما حم واقعا ... بجانب من يحفي ومن يتودد

قوله: ما حم أي ما قدر. يقول: لو أصابني هذا الذي أصابني بجنب من يحفى بي ويودني، كان أهل لما بي، ولكنني إلي جنب من لا يودني، وألقيت عند من لا يبالي بي.

صفحة ٢٣٦