91

ديوان الهذليين

الناشر

الدار القومية للطباعة والنشر

مكان النشر

القاهرة - جمهورية مصر العربية

تصانيف

رَدَدْنا إلى مَوْلَى بَنِيها فأَصْبَحَتْ ... تُعَدُّ بها وَسْطَ النِّسَاء الأَراملِ قوله: رَدَدْنا إلى مَوْلىً بنَيها أي قُتِل زَوْجُها فصار يَلي بَنِيها موالِيهم، يريد بَني الَعمّ. قوُله: "فأَصبَحَتْ تُعَدُّ بها وَسْطَ النِّساءِ الأراملِ"، يقول: إذا عُدّت النساءُ عُدّتْ فيهنّ. وَأشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ ... غَداتَئِذٍ ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِلِ (١) وَأشْعَثَ بَوْشِيٍّ: ذِي بَوْشٍ وعِيالٍ. وأُحاحُه: غَيْظُه. وقوله: ذِي جَرْدةٍ، أراد شَمْلةٍ خَلقَةٍ (٢). والمُتمَاحِل: الطويل ما بين الطَّرْفَينِ. أهَمَّ بَنِيه صَيْفُهُمْ وشِتاؤُهُمْ ... فقالوا: تَعَدَّ واغْزُ وَسْطَ الأَراجِلِ (٣) يريد: أَهمَّ بنِيه صَيْفُهمْ وشِتاؤُهمْ فقالوا لأبيهم: تَعَدَّ: انصَرِفْ. واغْزُ وَسْطَ الأَراجِلِ، أراد الجماعاتِ الرَّجَالةَ (٤). تَأَبَّطَ نَعْلَيْه وَشِقَّ فَرِيرِه ... وقال: ألَيْسَ الناسُ دونَ "حَفائِل" (٥)؟

(١) في رواية: "في جردة". يقول: رب رجل فقير ذي عيال أراد الكسب لهم من غزونا فشفينا غيظه الذي يجده من الفقر وكثرة العيال بقتله. وضبط قوله: "جردة" في الأصل بضم الجيم ضبطا بالقلم؛ وهو خطأ. (٢) عبارة السكري: البردة المنجردة الخلق. وفسر بعضهم الجردة بأنها الشملة الصفراء. (٣) أهم بنيه صيفهم وشتاؤهم، أي همهم ما ينفقونه فيهما فطلبوا إلى أبيهم أن يكسب نفقتهم بالغزو. وإنما طلبوا إليه أن يكون غزوه وسط الأراجل، لأنه ليس له ما يركبه لفقره. (٤) في الأصل: "والرجالة"؛ والواو زيادة. وقال ابن جنى: يجوز أن يكون أراجل جمع أرجلة، وأرجله جمع رجال، ورجال جمع راجل. (٥) حفائل: موضع ذكره ياقوت ولم يعينه، وكذلك صاحب اللسان. وفيه لغات: حفائل بفتح الحاء وضمها؛ وحفايل. وورد في الشعر الحفائل بزيادة الألف واللام، كما زيدت في قولهم: "بنات الأوبر" يريد الشاعر السخرية بهذا الغازي الذي احتضن نعليه وحمل نصف خروفه أو لبس نصف فروه واستقرب من الغزو.

1 / 83