ديوان الهذليين
الناشر
الدار القومية للطباعة والنشر
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
بأِطْيَبَ مِنْ فِيها إذا جِئتَ طارِقًا ... مِن اللَّيْلِ والتَفَّتْ عَلَيْكَ (١) ثِيابُها
رأَتْنِي صَرِيعَ الخَمْرِ يومًا فسُؤْتُها ... بقُرّانَ، إنّ الخَمْرَ شُعْثٌ (٢) صِحابُها
سُؤتُها، يريد: ساءَها ما رأت مِن تَغَيُّرِي. وقُرّان: وادٍ (٣).
ولَوْ عَثَرَتْ عِنْدِي إِذًا ما لَحَيْتُها ... بعَثْرتِها ولا أُسِئَ جَوابُها
قوله: "ولو عَثَرَتْ عِنْدِي"، وهو أنْ تَفْعَلَ فَعْلَةً لا تَصْلُح. إذًا ما لَحَيْتُها أي إذًا ما لُمْتُهَا على سَقْطَتِها وعَثْرتِها ولا ساءَها جَوابي.
ولا هَرَّها كَلْبيِ ليُبْعِدَ نَفْرَها (٤) ... ولو نَبَحَتْنيِ بالشَّكاةِ كِلابُها
قوُله: ولا هَرَّها كَلْبي: يريد ولا هَرَّ عليها كَلْبي. ليُبْعِدَ نَفْرَها، فَتنْفُرَ مِنّي نَفْرا بعيدا. ولو نَبَحَتْني بالشَّكاة: بالْقَولِ القَبِيحِ كِلابُها. والمعنَى: ولو نَفرَّتَنْي قَرابَتُها وأَظْهَروا عليَّ قَوْلَ سُوءٍ ما فَعَلْتُ أنا بها ذلِك.
(١) في رواية: "عليّ". (٢) في الأصل: "شغب" بالغين والباء؛ وهو تصحيف صوابه ما أثْبتنا نقلا عن النسختين الأوربية والمخطوطة من ديوان أبي ذؤيب، وهو ما يقتضيه سياق البيت. وإنما وصف أصحاب الخمر بأنهم شعث لأنهم مشغولون عن تنظيف أجسامهم بالخمر ومجالسها. وفي رواية: "فرغتها" مكان "فسؤتها". (٣) في معجم البلدان أن قرّان واد قرب الطائف. (٤) في النسخة الأوربية من ديوان أبي ذؤيب ورد قوله: "ليبعد نفرها" مضبوطا بفتح الياء وضم العين في قوله: "ليبعد"، وضم الراء في قوله: "نفرها"؛ والمعنى يستقيم على هذا الضبط، كما يستقيم بضبط الأصل كما لا يخفى. وهرّها كلبي أي نبحها.
1 / 81