ديوان الهذليين
الناشر
الدار القومية للطباعة والنشر
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
فإنَّكَ منها والتعذُّرَ بعد ما ... لَجِجْتَ وشَطَّتْ مِنْ "فُطَيمةَ" دارُها (١)
قوله: "فإنّك منها والتعذُّرَ" أي واعتذارك منها (٢).
كنَعْتِ التي ظَلَّت تُسَبِّع سُؤرَها ... وقالت: حَرامٌ أن يُرَجَّلَ جارُها (٣)
أي إنك واعتذارك منها أنَّك لا تحبّها بمنزلة التي قتلَتْ قتيلا (٤) وضمَّت بزَّه، أي سلاحه، وتحرَّجتْ من أنْ يرجَّل جارُها وغسلتْ إناءَها سبعَ مرات؛ لأنّ الكلب ولغ فيه. يقول: فأنتَ مثل هذه التي حَجدت وفرَّت من الأمر الصغير وركبتْ أعظَم منه، فأنتَ في الكذب مثلُ هذه، لأنك قلتَ: لا أوَدُّها ولا أحبها.
تَبَرَّأ مِنْ دَمِّ القَتيلِ وبَزِّه ... وقد عَلِقَتْ دَمَّ القَتيلِ إزارُها
قوله: "وقد عَلِقتْ دَمّ القتل إزارُها": هذا مَثلٌ، كما يقال: حملت دمَ فلانٍ في ثوبك، أي قتلتَهُ. الإزار: مؤنث؛ قال أبو إسحاق: هو مؤنث.
فإنك لو ساءَلْتِ عنّا فتُخْبَرِي ... إذا البُزْلُ راحت لا تَدُرُّ عِشارُها (٥)
_________
(١) لججت، أي تماديت في حبها.
(٢) منها، أي من حبها.
(٣) في رواية: "قامت" مكان قوله: "ظلت".
(٤) قال الأصمعي في تلك القصة: "كانت هذه امرأة نزل بها رجل فتحرجت أن تدهنه وأن ترجل شعره، ثم جاء كلب لها فولغ في إنائها فقامت فغسلته سبع مرات، وذلك بعين الرجل، فجعل يتعجب منها ومن ورعها إذ أتاها قوم فطلبوا قتيلا عندها، فانتقلت من ذلك، أي حلفت وتبرأت، ثم فتشوا منزلها فوجدوا القتيل وسلاحه في بيتها".
(٥) يشير إلى كرمهم إذا اشتدّ البرد وأجدب الزمان. وكنى عن ذلك بعدم إدرار العشار، فإنها لا تدرّ باللبن إذ ذاك. وروى: "إذا الشول". قال السكري في تفسير الشول: إنها التي أتى عليها من نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية فقلصت ضروعها وبطونها؛ وكل تقليص تشويل، اهـ. وواحد الشول شائلة وهذا الجمع غير قياسي.
1 / 26