302

ديوان الشريف الرضي

تصانيف

الشعر

وتلقى الوغى، واليوم ينصر بيضه # على البيض في مجرى من الجد والجد

منازلهم عقر المطايا، وإنما # تعقلها بالبشر والنائل الجعد (1)

جذبتم بضبع المجد، يا آل غالب، # وغادرتم الإعدام منعفر الخد (2)

على حين سدت ثلمة العار عنكم # صدور العوالي والمطهمة الجرد

وكم غارة أقبلتموها مواقرا # من الأسل الذيال والبيض والسرد

كما قاد علوي السحاب غمامة # وجلجلها ملء من البرق والرعد (3)

كفى أملي في ذا الزمان وأهله # علي مجيرا من يد الدهر أو معدي

فتى ما مشى في سمعه شدو قينة # ولا جذبت أحشاءه سورة الوجد (4)

ولا هجر السمر العوالي للذة، # ولا عاتب البيض الغواني على الصد

إذا أظلمت آمال قوم بردها # أضاء سنا معروفه ظلمة الرد

وإن شام يوما ناره خلت أنها # تطلع نحو الواردين من الزند

وكم بين كفيه إذا احتدم الردى # وبين العوالي من زمام ومن عقد

ليهنك يا ابن الأكرمين ابن حرة، # تمزق عنه النحس عن غرة السعد

فرب له خيل الوغى، فلمثله # تربي الليالي كاهل الفرس النهد (5)

وبشر به البيض الصوارم والقنا، # وبشره عن قول النوائب بالجلد

ستذكره والحرب ينكحها الردى # وقد طلقت أغمادها قضب الهند

كأني به جار على حكم سيفه # يعاهده أن لا يبيت على حقد

إذا أنهضته للنزال حفيظة، # وأنهض مستن الحسام من الغمد

وأرخى بعطفيه حواشي نجاده # وجر على أعقابه فاضل البرد

وعطف خرصان الرماح، كأنها # من الدم في أطرافها شجر الورد

صفحة ٣٠٦