وإن مزايل العيش اختصارا، # مساو للذين بقوا، فشابوا
فأولنا العناء، إذا طلعنا # إلى الدنيا، وآخرنا الذهاب
إلى كم ذا التردد في الأماني، # وكم يلوي بناظري السراب
ولا نقع يثار، ولا قتام، # ولا طعن يشب، ولا ضراب (1)
ولا خيل معقدة النواصي، # يموج على شكائمها اللعاب
عليها كل ملتهب الحواشي، # يصيب من العدو ولا يصاب (2)
أمام مجلجل كالليل تهوي، # أواخره، الجمايل والقباب (3)
وأين يحيد عن مضر عدو، # إذا زخرت وعب لها العباب
وقد زأدت ضراغمها الضواري، # وقد هدرت مصاعبها الصعاب (4)
هنالك لا قريب يرد عنا، # ولا نسب ينط بنا قراب (5)
سأخطبها بحد السيف فعلا # إذا لم يغن قول، أو خطاب
وآخذها، وإن رغمت أنوف # مغالبة، وإن ذلت رقاب
وإن مقام مثلي في الأعادي، # مقام البدر تنبحه الكلاب
رموني بالعيوب ملفقات، # وقد علموا بأني لا أعاب
وإني لا تدنسني المخازي، # وإني لا يروعني السباب
ولما لم يلاقوا في عيبا # كسوني من عيوبهم وعابوا
غ
صفحة ١٢٥