***
ونظرنا في الأفق وهو بقايا ... من ظلام محمرة الوجه غضبى
وخيال السنى يجرب عينيه ... فيطوي هدبا ويفتح هدبا
وسألنا : فيم التعادي ؟ وفيما ... نخضب الليل بالجراحات خضبا ؟
ولماذا نجني المنايا ... بأيدينا ؛ ... ونرمي الحياة في الترب تربا ؟
والروى أخوة ففيم التعادي ؟ ... وهو أخزى بدءا وأشأم عقبى ؟
أمنا الأرض " يسعد الأم " أن ... تلقى بنيها صبا يعانق صبا
مروءات العدو
يخوفني بالنهب والقتل ناقم ... علي وهل لي ما أخاف عليه ؟
إذا رام نهبي لم يجد ما يرومه ... وإن رام موتي فالمصير إليه
إذا سل روحي سلني من يد الشقا ... وخلصني من شره بيديه
وأطلقني من سجن عمري فقاتلي ... عدو ، مروءات الصديق لديه
مصرع طفل
كيف انتهى من قبل أن يبتدي ... هل تنطفي الروح ولم توقد ؟
وكيف أنهى السير من لم يرح ... في دربه المجهول أو يغتدي ؟
وافى من الديجور يحبو إلى ... كهف السكون النازح الأسود
ألقى به المهد إلى قبره ... لم يقترب منه ولم يبعد
***
ما باله خف إلى موته ؟ ... هل كان والموت على موعد ؟
ما أقصر الشوط وأدنى المدى ... ما بين عهد اللحد والمولد !
يا من رأى الطفل يعاني الردى ... ويرفع الكف كمن يجتدي !
كأنه في خوفه ... يحتمي ... بكفه من صوله المعتدي !
وكلما انهال عليه انطوى ... يلوذ بالثوب ... وبالمرقد
وتارة يرنو إلى أمه ... وتارة يلقي يدا في يد
ومرة يرجو أبا مشفقا ... ومرة يرنو إلى العود
***
يهوى أبوه لو يذود القضا ... عنه وتهوى الأم لو تفتدي
يا من شهدت الطفل في موته ... ألم تمت من روعة المشهد ؟ !
***
ياصائد العصفور رفقا به ... فلم يخض جوا ولم يصعد
أتى يغني الروض لكنه ... لم ينشق الروض ولم ينشد
طفل كعصفور الروابي طوى ... ردا الصبا من قبل أن يرتدي أهل في بدء الصبا فانطفى ... لم يهد حيران ولم يهتد
صفحة ٧٩