في حنايانا سؤال ... ما له ... من مجيب ... وهو يغلي في اتصال
ولماذا ينطفي أحبابنا ... قبل أن يستنفد الزيت الذبال ؟
ثم نسى الحزن بالحزن ومن ... يا ضياع الرد ينسينا السؤال ..؟
مسافرة بلا مهمة
يا رؤى الليل ... يا عيون الظهيرة ... هل رأيتين موطني والعشيرة ؟
هل رأيتين يحصبا أو عسيرا ؟ ... كان عندي هناك أهل وجيره
ودوال تشقر فيها الليالي ... ويمد الضحى عليها سريره
ورواب عيونهن شموس ... وعليهن كل نجم ضفيره
وسفوح تهمي ثغاه وحبا ... وحقول تروي نبوغ الحظيره
وبيوت ينسى الضيوف لديها ... قلق الدار ... وانتظار المديره
***
يا رؤى يا نجوم .. أين بلادي ؟ ... لي بلاد كانت بشبه الجزيره
أخيروا أنها تجلت عروسا ... وامتطت هدهدا ، وطارت أسيره
وإلى أين يا نجوم ..؟ فتومي ... ما عرفنا يا أخت .. بدء المسيره
من أنا يا مدى ..؟ وأنكر صوتي ... ويعب السفار وجه السفيره
من أشاروا علي كانوا غباء ... ليتهم موضعي وكنت المشيره
كيف أختار .. كيف ؟ ليس أمامي ... غير درب ، فليس في الأمر خيره
رحلت مثلما يحث سراه ... موكب الريح في الليالي المطيره
وارتدى (الفار) ناهديها وأنست ... هجرة النحنى خطاها الأخيره
***
وروزا : أشأمت على غير قصد ... ثم أمست على (دمشق) أميره
قلعتني يا شام ريح .. وريح ... زرعتني هنا .. كروما عصيره
وبرعمي نزلت غير مكاني ... مثلما تلتقي العظام النثيره
***
وبلا موسم تنامت وحيت ... بالرياحين والكؤوس النضيره
(وسقت من أتى البريص إليها ... بردى .. خمرة ، ونعمى وفيره)
وعلت جبهة (الحورنق) تاجا ... يا (سنمار) أي مثيره ؟!
وهمت كالنجوم سعدا ونحسا ... وعطايا وحشيه ومجيره
(أنت كالليل مدركي من أمامي ... وورائي .. كل النواحي ضريرة)
***
وحكوا : أنها ثياب سواها ... جملتها ... وأنها مستعيره
فرأوها وصيفة عند (روما) ... ورأوها في باب (كسرى) خفيره وبعيرا لبنت (باذان) حينا ... وأوانا ... تحت (النجاشي) بعيره
صفحة ١٨٠