ولو أمحض التقدير عقل لأظهرت ... ... شوارقها بالحكمتين مطالع
فما هو في تعجيله البطش عابث ... ... ولا عارضته في التأني موانع
ولا هو بالاعجال يحذر فائتا ... ... ... سواه تعالى فبل فوت يسارع
فجل في مجاري حكمه وشئونه ... ... تبن لك فيها حكمة وبدايع
وفي عدله حسب اقتضاه شئونه ... ... تدابير وحدانية لا تمانع
فلا تخبطن في فهم أحكام عدله ... ... اذا اختلفت أشكالها والمواقع
ورب بلاء حل في شكل عدله ... ... ... وما هو الا الفضل واللطف واقع
فمن ذاك للتوفير وهو أجله ... ... ... ومنه لتمحيص لذنب يواقع
وتقديمه انذاره ووعيده ... ... ... الى عبده حد عن العدل مانع
وفي عين هذا العدل فضل محقق ... ... الى مستقر الفضل والجود نافع
وذلك في الجود الالهي لازم ... ... ... ليذكر اللاهي وينزع نازع
وعاقبة الانذار انقاذ عبده ... ... ... حذارك مما قيل خلف وشافع
فقم نحو ما يدعو اليه بفضله ... ... ... فداعيك قيوم برحماه واسع
ولا تعجب ان خالفته كيف بطشه ... ... فمالك الا صحة التوب نافع
ولا تعجبن مما تراه مسارعا ... ... ... الينا فعدل الله هذا المسارع
الى ما أفضنا فيه من ترك أمره ... ... واتيان منهياته العدل صادع
ففيم صراخ المسلمين وجأرهم ... ... وأغلبهم للمقسطين منازع
لهم في أساليب الشقاق طرائق ... ... ... وكل طريق في الضلالة شارع
وأغلبهم للاستقامة شانيء ... ... ... بسيف التعدي في حمى الله شانع
ولو شملتنا الاستقامة لم نزل ... ... ... لنا ألفة ترفض عنها المطامع
سقى الله أرضا تنبت القسط سوحها ... ... وبين رباها العلم والحق راتع
ربوع بمحمد الله نور "محمد" ... ... ... عليها بنور الله أبلج ساطع
وحيت يمين الله بالروح والرضا ... ... رجالا لهم تلك العراص مرابع
رجال سعوا لله سعيا مباركا ... ... ... فما قطعتهم عن رضاه القواطع
أنابوا الى الله اتباع سبيله ... ... ... فما صدعتهم في السبيل الصوادع
وقاموا بمفروض القيام عليهم ... ... ... فما عز جبار ولا ذل ضارع
فما جمعوا ما فرق الله جمعه ... ... ... ولا فرقوا في الدين ما الله جامع
صفحة ٢٢٩