لم تأخذ الغفلات منه مقلة
سهرت لتنبيه العيون النعس
هذا إناء الحكمة البر الذي
بيهاء أنوار المهيمن قد كسي
بحر تدفق بالزلال وجاءنا
بأجل من در البحار وأنفس
ذرب النهي برزت أهله فكره
فرمى خطوب الدهر عن مثل القسي
ماضي البراعة حين نكس رأسها
عنت الصعاب لها برأس منكس
يجلو الحقائق من ستور خفائها
كالصبح ينزع من قتام الحندس
وإذا تصدر قائلا في مجلس
ألفيت قسا ضمن ذاك المجلس
وإذا ارتقى فوق المنابر خشعت
كلماته قلب الجماد الأملس
وهديته كلما لقد يمنتها
بمقام محراب لديه مقدس
لا زال يزدان الثناء بذكره
مثل الطراز يزين ثوب السندس
صفحة ٨٣