ونظفر بعد طول عنا وجهد
بما سلبته أيدينا الدهور
ونرفع للحضارة كل صرح
تمر به السحائب إذ تسير
ألسنا من سلالة من تحلت
بذكرهم الصحائف والعصور
وأبدوا في المعارف كل شمس
يزان بحسن بهجتها الأثير
لنقف سبيلهم ونجد دهرا
بعزم لا يمل ولا يخور
ولا نفخر بمجدهم قديما
فذلك عندنا عار كبير
أينشيء من تقدمنا المعالي
فإن بلغت أيادينا تبور
كأني بالبلاد تنوح حزنا
وقد أودى ببهجتها الثبور
يحن الأرز في لبنان شجوا
وتندب بعد ذاك المجد صور
وتدمر في دمار مستمر
وما سكانها إلا النسور
صفحة ٥٨