فكم من منى دانت لدينا وقد دنت
بكل رواق وارف الظل ممتد
أويقات ورق الروض من جلسائنا
واكؤسنا ثغر الشقائق والورد
تظللنا بيض السحائب في الضحى
ويشملنا عرف النسائم في برد
وتنثر كف النهر بالدر فوقنا
ونحن من الزهر النضير على مهد
كذلك كنا ثم بنا وقبلنا
نبت بأبينا آدم جنة الخلد
كذلك شأن الدهر في كل معشر
ينيم مآقيهم وعيناه في الرصد
وأن قصارى الأمر ما شاءه القضا
فكل بصير عنده ضائع الرشد
أردد شجوي بالوداع صبابة
وهيهات ترديد الصبابة ما يجدي
ومن عجب أني أطارح صبوتي
روابي صما لا تعيد ولا تبدي
بلى ما عدت حالي فكل رباوة
وقد بهتت للبين سامدة الفند
صفحة ٢٥