ويرهقه دمع الكسير إذا همى
فتى لم يرع احشاءه الصارم الهندي
مهابته تغني عن السيف في الوغى
وهمته تغني عن الخيل والجند
إذا ارعدت غبر الخطوب وزمجرت
تخيل بشرى الفوز من ذلك الرعد
رأيناه بدرا في السرير قد استوى
وليثا على متن المضمرة الجرد
وبحرا خصما في المجالس فائضا
من الحكمة الغراء بالجوهر الفرد
وطودا على أطراف لبنان مشرفا
بظل على تلك السباسب ممتد
تباشر سهل الأرض والحزن عندما
أتى بحلول الخصب والزمن الرغد
وبشرت السمع العيون فحدثت
بما لم يغد نطق الرواة على بعد
وما جحد الراوون فضل صفاته
ولكن لعمري أنها غاية الجهد
صفحة ٢٣