قام الخصام بما لا يعلمون له
كنها ولم تره أبصار أشهاد
شغب تفاقم في الأجيال واضطرمت
به العداوة دهرا بين أكباد
أما كفاكم بني الإنسان شقوتكم
وأنكم للمنايا جد وراد
وما تعانون من جهد الحياة وقد
أمست كوقر ثقيل فوق اكتاد
ومن تقلب أطوار الزمان بكم
كإنما هو حرباء بأعواد
ومن مراغمة الأقدار طاردة
لكم كتيار يم حول طراد
ومن مزاولة الأرزاق بغيتها
تزاحمون بأقدام واعضاد
ومن مكابدة الأدواء ساطية
ومن نوازل لا تحصى بتعداد
فما لكم تسعدون الدهر بعضكم
لكيد بعض به يا شر اسعاد
وإنما أرضنا دار السلام لمن
يبغي السلام ودار الحرب للفادي
صفحة ١٩