وما أفيك بها يوما وقد قطرت
حمرا لأن بها دون الوفا خجلا
ويلاه من وصلنا في الأرض معتقبا
بالبين حزنا طويلا ليس منفصلا
قد سودت غير الأحداث أوجهها
وطالما شيبت من دونها القذلا
وما العتاب على غدر الزمان وفي
يد النوازل سيف يسبق العذلا
هذا الذي كل شمل بات يحذره
فلا يزال لديه خائفا وجلا
وليس يعرف خلفا في مواعده
دون النجاز ولكن ربما مطلا
قد كنت أحسب أن الأرض عامرة
فاستوحشت إذ رأتها مقلتي طللا
وكنت أحسب أنا أهلها فإذا
كل يزم المطايا قبلما نزلا
بئس الديار ديار لإثبات بها
ولا سرور به عيش النزيل حلا
وإنما حظنا منها أحبتنا
فإن تولوا قطعنا عندها الأملا
صفحة ١٢٩