وذوت نضرتي بماء جفون
كلما سال زاد جسمي محلا
دون شكواي ما يجل عن الشكوى
وما عنه ضاق صبري وملا
ولعمري كيف الرثاء وعندي
ما يذود الرثاء عني ذهلا
ضاق بين مذهب الكلام ونفسي
من مجال الكلام أضيق سبلا
وعصاني نظم القريض فأمسى
كل بحر وردته منه ضحلا
يا سقى الله من بطون الغوادي
مضجعا فيه ذلك البدر حلا
قد توارى في جانبيه فكاد النجم
يهوي في إثره حين ولى
طال فيه النواح من كل باك
لمصاب بالويل حل فجلا
يقطر الدمع في المحاجر ماء
فإذا انهل صار في الخد نبلا
حسرة في القلوب منه تليها
وحشة في العيون لا تتجلى
صفحة ١١٨