ولا رويت منك الصدور فإنها
مشوقة أنس ظل أعذب منقع
لئن صدقت فيك العيون بدمعها
فإن قلوب القوم بالجرح تدعي
وأن تك قد أمسيت في القفر موحشا
فوحشتنا في الحي لم تتقشع
هو البين يغشى كل خلق فأنفس
تفانت ودمع سأل في كل مضجع
وما الناس إلا نازل غير قادم
ومرتحل ولي على غير مرجع
بماذا نعزي عنه مهجة والد
رأوف فؤاد بالشجون مروع
لقد هاجمته الحادثات مغيرة
بأذلق حدا من ظباه وأقطع
على أننا منه عرفنا لدى البلا
تقلد صبر ليس بالمتزعزع
وقد خبر الدنيا فلم تأت عنده
غريبا ولم تبدو بوجه مقنع
وعرفه الماضي حقيقة قادم
كقافية في صدر بيت مصرع
صفحة ١٠١