فليتكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ ... وليتكَ ترضَى والأنامُ غضاب
وحقَّكَ ما حقِّي سوى الصبح نيرٌ ... ولكنَّما حظِّي عليكَ ضباب
يغني بمدحِي فيكَ حادٍ وسامرٌ ... فطابت عليهِ رحلةٌ وإياب
وأنتَ الذي أنطقْتني ببدائِع ... بغيظِ أناس قد ظفرتُ وخابوا
فما النظمُ إلا ما أحرِّرُ فاتنٌ ... وما البيت إلاَّ ما سكنت يباب
إليك النهى قولِي لمن قال ملجمٌ ... وخفَّ له في الخافقين ركاب
فدونكَ منه كلّ سيَّارةٍ لها ... مقرٌّ على أفقِ السها وجناب
علا فوق عرنين الغزالةِ كعبُها ... وزاحمتْ الستين وهي كعاب
ودُمْ يا مديدَ الفضل منشرح الندَى ... على الخلقِ لا يفنى لديك طلاب
تهنيكَ بالأعوام مذهبة الحلى ... على اليمن منها جبَّة وإهاب
لها من هلال في العدَا حدُّ خنجرٍ ... وفي الرَّفدِ من نوع الزكاةِ نصاب
وقال يمدحه ويذكر أبيانتا نظمها علاء الدين على هذا الروي
الطويل
أبثُّ صريحَ المدح أخرُج فيهِ من ... قشوري فيأتي المدحُ فهو لباب
تجوبُ أماديحِي بذكركَ في العلا ... وأدعيةٌ تحتَ الظلامِ تجاب
وقال في علي
البسيط
سدْ يا عليُّ فلا نكرًا ولا عجبا ... واعقدْ لبيتكَ في نجمِ السما طنبا
وافخر على الناسِ نفسًا بالعلى شرُفت ... كما فخرت عليهم قبلَ ذاكَ أبا
أمَّا القريضُ فقد أنفقتَ كاسِدَه ... حتَّى جعلتَ لهُ بين الورَى سببا
يقولهُ وندى علياكَ يمطرُهُ ... كأنَّكَ البحرُ يُحبى بعضَ ما وَهبا
شكرًا لها من معانٍ فيكَ طالعةً ... لو أنَّ طالعها للنجمِ ما غرُبا
مستملحٌ حسنها في عين ناظرِهِ ... هذا على أنَّهُ في الذوقِ قد عذُبا
وغادةٍ من بناتِ الفكرِ سافرةٍ ... ولو تحجب ذاكَ النورُ ما حجبا
غريبة اللفظِ إن جالَ اليراعُ بها ... على الطروسِ رأيتَ البانَ والعذبا
تذكَّرتْ عهدَ جيرانٍ لها فشدتْ ... فيهم بأعبق نشرٍ من نسيمِ صبا
ورقّ معنى حديثٍ فهو حينئذٍ ... دمعٌ جرى فقضى في الرُّبعِ ما وَجبا
1 / 30