يا فاتحًا لي في الورى من عطفهِ ... بابًا فما آسى على إغلاقِ با
يا من تملكني الخمولُ فردَّهُ ... بسلاحِ أحرفهِ فولَّى هارِبا
يا معتقًا رقِّي وباعثَ كتبه ... للهِ درُّكَ معتقًا ومكاتِبا
يا غارِسًا منِّي نباتَ مدائحٍ ... من مثلهِ يُجنى الثمار غرائِبا
إن ناسبت مدحِي معاليكَ التي ... شرُفت فإنَّ لكلِّ سوقٍ جالِبا
أهدي المديحَ على الحقيقةِ كاملًا ... لكمو وأهدِي للوَرى متقارِبا
وقال يمدحه
الطويل
لسائلِ دمعي من هواك جوابُ ... فما ضرَّ أن لو كانَ منك ثواب
بعيني هلالٌ من جبينك مشرقٌ ... وفي القلبِ من عذلِ العذولِ شهاب
لئن كانَ من جنسِ الخطا لك نسبةٌ ... فإنَّ شفائِي في هواك صواب
وإن كانَ في تُفَّاح خدَّيك مجتنًى ... ففي الرِّيقِ من تفَّاحهنَّ شراب
وإن كنت مجنونًا بعشقك هائِمًا ... فإنِّي بنبلِ المقلتين مصاب
تعبرُ عن وجدِي سطورُ مدامِعي ... كأنَّك يا خدِّي لهنَّ كتاب
إذا كلنَ يعزَى لابن مقلةَ خطها ... فما منهما للقارئينَ عجاب
على ضيِّق العينين تسفحُ مقلتي ... ويطربني لا زينبٌ ورباب
فيا رشأ الأتراكِ لا سربَ عامرٍ ... فؤاديَ من سكنَى السلوِّ خراب
بوجهك من ماءِ الملاحةِ موردٌ ... لظامٍ وسرب العامريِّ سراب
إذا زُرتني فالروحُ والمالُ هينٌ ... وكلُّ الذي فوقَ الترابِ تراب
سقى اللهُ عهدِي بالحبيب وبالصّبا ... سحابًا كأنَّ الوَدقَ فيه حباب
فقدتُ الهوى لمَّا فقدتُ شبيبتي ... وأوْجَعُ مفقودٍ هوًى وشباب
وكانَ يصيدُ الظبيَ فاحمُ لمَّتي ... وأغربُ ما صادَ الظباءَ غراب
ولو كنتُ من أهلِ المداجاةِ في الهوَى ... لكانَ بدمعِي للمشيبِ خضاب
وإنِّي لممَّن زادَ في الغيِّ سعيهُ ... وطوَّلَ حتَّى آنَ منه متاب
إلهيَ في حسنِ الرَّجا ليَ مذهب ... وقد آنَ للرَّاجي إليكَ ذِهاب
أغثني فإنَّ العفوَ لي منكَ جنَّةٌ ... وغثني فإنَّ اللطفَ منك سحاب
1 / 28