ولبست أنعمهُ القشيبةَ والصبى ... فسلبتُ ذاكَ وهذهِ لا تُسلب
خذ من ثنائي كالعقودِ محببًا ... إنَّ الثناءَ إلى الكريمِ محبَّب
من كلِّ مقبلةِ النظامِ لمثلِها ... نظمُ الوليدِ أبي عُبيدةَ أشيب
نادَتْ معانِيها وقد عارضنه ... عرضتنا أصلًا فقلنا الرَّبرَب
وقال علائية في ابن فضل الله
الكامل
عطفت كأمثالِ القسيّ حواجبًا ... فرَمت غداةَ البين قلبًا واجِبا
بلواحظٍ يرفعنَ جفنًا كاسِرًا ... فتثيرُ في الأحشاءِ همًّا ناصِبا
ومعاطفٍ كالماءِ تحتَ ذوائبٍ ... فأعجب لهنَّ جوامدًا وذوائِبا
سود الغدائرِ قد تعقربَ بعضها ... ومن الأقاربِ ما يكونُ عقارِبا
من كلِّ ماردةِ الهوى مصريَّةٍ ... لم تخشَ من شهبِ الدموعِ ثواقبا
لم يكف أن شرعتْ رماح قدودِها ... حتَّى عقدنا على الرِّماحِ عصائِبا
أفدي قضيبَ معاطفٍ ميَّادةٍ ... تجلو عليَّ من اللواحظِ قاضِبا
كانتْ تساعدُني عليه شبيبتي ... حتَّى نأتْ فنأى وأعرَض جانِبا
وإذا الفتى قطعَ السنينُ عدِيدةً ... شابَ الحياةَ فظلَّ يدعى شائِبا
يا أختَ أقمارِ السماءِ محاسنًا ... والشمسِ نورًا والنجومِ مناسبا
إذا كابدت كبدي عليكِ مهالكًا ... فلقد فتحت من الدموعِ مطالِبا
كالتبرِ سيَّالًا فلا أدري بهِ ... جفني المسهد سابكًا أم ساكِبا
كاتمتُ أشجاني وحسبِي بالبُكا ... في صفحِ خدِّي للعواذِلِ كاتبا
دَمعي مجيبٌ حالتي مستخبرًا ... للهِ دمعًا سائلًا ومجاوبا
وعواذِلي عابُوا عليَّ صبابتِي ... وكفاهُم جهلُ الصبابةِ عائبا
ما حسن يوسف عنك بالناي ولا ... دمُ مهجتِي بقميصِ خدِّك كاذبا
بأبي الخدودَ العارياتِ من البكى ... اللاَّبساتِ من الحريرِ جلاببا
النابتاتِ بأرضِ مصرَ أزاهرًا ... والزاهرات بأرض مصرَ كواكِبا
آهًا لمصرَ وأينَ مصرُ وكيف لي ... بديارِ مصرَ مراتِعًا وملاعِبا
حيثُ الشبيبةُ والحبيبةُ والوفا ... في الأعربينِ مشارِبًا وأصاحِبا
1 / 26