============================================================
ديوان الجيلانى جلال الدين الرومى ، فعلى الرغم من أنه وضع ديوانه (المتنوى) على قاعدة التظم الذى يعرف في العريية بالمزدوج، والذى يعتمد في التقفية على توحيد القاقية بين شطرى كل بيت، بحيث تتحرر المنظومة من القافية الموحدة إلا أنه يعود فيضيق بتحكم التفعيلات فى آفاق النقش بالكلمات، فيقول: اننى أفكر فى القافية، وحبيبى يقول: لا تفكر في شىء سواى ويقول : المعنى فى الشعر، كحجر الفلاع - ليس له اتجاه محدة (1).
ويقول:..
مفتعلن مفتعلن مفتعلن .. قتلتنى(1).
وبطبيعة الحال، فالشاعر الصوفى لم يكن ليلجأ إلى المهجور من البور الشعرية ليعبر بها ، فذلك بالنسبة له تكلف لا طائل تحته فالصوفى لا يرى الى الإبهار اللغوى ولنوم ما لا يلزم ليشعد به الفصحاء، وإتما هو فى نهاية الأمر يترجم بالأبيات، معنئ عاينه عند فيضان الوجد وأخيرا، فتمة خاصية يمكن اعتبارها سمة مميزة فى الشعر الصوفى، تتمثل فى هذا الحشد الوافر من الأبيات المجهولة المؤلف . ففى الكتب المتون التى أرخت للتصوف ورجاله فى القرون الأولى، تتوالى المقطوعات الشعرية المجهولة المؤلف، مسبوقة بكلمات مثل : وقال بعضهم، وأنشد فى معناه، ولله در القائل ، وقيل.. بل نراهم احيانا ينسبون عددا من الأبيات لغير واحد من أهل الطريق. ومن أمثلة ذلك، الرباعية الشهيرة (أحبك حبين .) التى نسبتها بعض الكتب إلى رابعة العدوية، وذكرتها كتب أخرى عند ترجمة صوفى متأخر عليها بستوات عدة، هو ذو النون المصرى ومن الأمثلة أيضا، تلك الأبيات الرقيقة التى لم يعرف حتى اليوم مؤلفها قوم هومهم بالله قذ علقت فما لهم همم تسمو إلى أخد 1) جلال الدين الرومى : المثنوى (ترجمة د عبد السلام كفافى بيروت) 1528 1) د الدسوقى تتا: التصوف عند الفرس (دار المعارف) ص 8 776.6
صفحة ١٢