============================================================
شعر المؤيد شعراء الفاطميين، إنما صرف المؤيدعن ذلك كله وجعل كل همه ينصرف إلى نفسه قصور لنا شئا من حيانه اللحاصة وشموره نجو هذه الحياة التى أرغم عليها واضطر إلى أن بحياه1 . وهو فيى مدحه للامام أو لأهل البيت لا ينسى تقسه أيضا فهو يذكر نفسه دائم معهم يعدد ماثر وما قام به آباؤه فى سبيل الدعوة ويختم قصائده يذكر اممه كعادة شعراء الفرس . فشعر المؤيد اذان شعر شخصى بمثل الشاعر العاطفى الذى ابتلى يمحن وآلام فخجرت على لسانه بالشعر، فهذه ا لابيات الكثيرة التي تتحدث عن الشقاء الذى أحاط به والالام التى منى بها وتقلبات الدهر به تشعر القارئ أبه أمام رجل بائر حقا امتلا قليه بالحزن وتقاسمته الهموم فيشفق القارى على الشاعر ويتالم لما حل به ، والمؤيد لا يحدثنا عن هذه المحن والالام بعقله الفاسفى أو بعله النزيربل إن عاطفته صبغت شعره بصبغة شعوره بالالام وذهب به خيله فى تصوير آلام الى درجة آبعدته عن الحقيقة الواقعة بل غلا فى التعبير غلوا كبيرا ، أنظر إلى قوله : قدكنت أفسترس الأسود بفارس والان تنهض لاتراسى الشاء أنظر إليه وقد ارتفع به خياله فوصف نفسه فى الشطر الاول بالشجاعة والاقدام حتى أن كان يقترس الوحوش الضارية ولم يشأ الشاعر أن يقول إنه كان يصيد الاسود با اختار فظ افترس ليؤدى إلى معنى آشد فتكا من الصيد، وفى الشطر الثانى غلا فى وصف بؤس وضمفه واضمحلال آمره حتى آن الشاة وهى من أضعف الحيوابات الاليفة تستطيع يسهولة ان تفترسه . ثم انظر إلى قوله: الطير إذ طار صرت مرتجفا والطيف إن طاف انزوى ألما فهو هنا يصور لتا نفسه المرتجفة المضطربة التى تخنف من كل شىء وتضطرب لكل شي ان حوم الطير حوله انتفض فزعا وخوفا وامتلا رعبا ، وإذ ألم به طيف أو مر به خيال زع وجزع وهذا لاشك غلو من المؤيد فى وصف حاله وماهو فيه من بؤس وشقاء.
كان المؤيد منغصا فى حياته كما حدثنا بذلك فى شعره ، وأكثر من ترديد ما فعل به الدمر و طبيعى أن عتله وتعمقه فى دراسة المذاهب المختلفة ليست السبب الذى من أجله كان منغصا فى حياته ، فهو لم يكن شا كا فى الأديان ولم يكن شا كا فى أمر النفس بعد الموت بل كان طمئتا أشد الاطمئنان إلى مذهبه الذى اعتنقه ، وإلى أن تفيسه خالدة غير فانية بعد الموت وان جسده البالى هو الذى سيفنى، ملم يظهر لنا فى شعر المؤيد هذه الاسئلة التى كان أبو العلاء المعرى يسائل تقسه عنها ويكثر من التقكير فيها والحديث عنها، ولم يكن لعقله أو لقسلفته :
صفحة ١٨١