ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا
من لو على البعد حيا كان يحيينا
فهل أرى الدهر يقضينا مساعفة
منه ، وإن لم يكن غبا تقاضينا
ربيب ملك ، كأن الله أنشأه
مسكا ، وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورقا محضا ، وتوجه
من ناصع التبر إبداعا وتحسينا
إذا تأود آدته ، رفاهية ،
توم العقود ، وأدمته البرى لينا
كانت له الشمس ظئرا في أكلته ،
بل ما تجلى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتت ، في صحن وجنته ،
زهر الكواكب تعويذا وتزيينا
ما ضر أن لم نكن أكفاءه شرفا ،
وفي المودة كاف من تكافينا ؟
يا روضة طالما أجنت لواحظنا
وردا ، جلاه الصبا غضا ، ونسرينا
ويا حياة تملينا ، بزهرتها ،
منى ضروبا ، ولذات أفانينا
صفحة ٣