وكم سلب أجرى الدماء جفوننا
ولم تجنه فينا يمين لغاضب
فلا أرب في الدهر إلا محوته
فبن بالمنى عنا وكل المآرب
أيا ذاهبا ولى وخلف بعده
علي من الأحزان ملء جوانبي
وأخطرني من بعد أن كان لي حمى
وأفردني من بعد أن كان صاحبي
وهبت لنا ثم ارتجعت إلى الردى
فما لي انتفاع بعدها بالمواهب
فإن لم أكن ميتا كما أنت ميت
فما لي في عيشي نصيب لراغب
وإن حجبوك عن لقائي بالثرى
فما حجبوا حزني عليك بحاجب
وإن تمض صفر الكف من كل ثروة
فقد بنت صفرا من جميع المعايب
بقلبي نار من فراقك ليتها
ولا بد منها اليوم نار الحباحب
ومن أين لي من بعده بدل به
وأين بديل عن زلال لشارب ؟
صفحة ٣٠٧