66

الطلاق تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم

الناشر

دار القلم للتراث

رقم الإصدار

الثانية-١٤٢٣ هـ

سنة النشر

٢٠٠٤ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

والمقدمات في الطلاق أطول إذا نفدنا الطلاق الذي شرعه الله ويحسن أن أذكر قصة أمير تعجل زوجته مع أن الإمارة علمته الحكمة وحسن تدبير الأمور إنه كما ذكر صاحب كتاب الأغاني - الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان - من أمراء المسلمين. وكا زوجًا لسُعدة بنت سعيد بن خالد - صهر هشام بن عبد الملك - أعني أنه مجتمع أمراء. وقعت عينه على سلمى أخت سُعدة - فوقعت في قلبه. فسارع لطلاق سعدة لتقضي عدتها أولًا ثم يتزوج أختها لقارئ الطريم يعلم أنه لا يجوز أن يجمع الإنسان بين الأختين في زواج واحد، ولا في عدة أختها حتى تنتهي العدة. لأن العدة امتداد للزواج. وشاء الله عدم إتمام الزواج. وأنشد شوقه لسعدة، وخصوصًا بعد زواجها، فكتب هذه الأبيات، وأعطى أشعب عشرة آلاف درهم ليبلغها هذه الأبيات: أسُعدة هل إليك لنا سبيل ... بلى ولعل دهرك أن يؤاتى فأصبح شامتًا وتقرّ عيني ... وهل حتى القيامة من تلاقى بموت من حليلك أو بالطلاق ... ويجمع شملنا بعد افتراق فرددت عليه أتبكي على لبني وأنت تركتها ... فقد ذهبت لبني فما أنت صانع؟ ويذكر صاحب الأغاني أن الشوق قد زاد عليه فلبس ملابس بائع الزيت. وساق حمارًا ليدخل قصرها وليراها.

1 / 67