مباحث العقيدة في سورة الزمر
الناشر
مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥هـ/١٩٩٥م
تصانيف
وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ ١.
ووجه الدلالة من الآية:
أن الله - تعالى - بين أن القول منه وما كان منه فليس مخلوقًا.
وروى اللالكائي بإسناده إلى وكيع بن الجراح أنه قال: "من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئًا من الله مخلوق فقيل له: يا أبا سفيان من أين قلت هذا؟ قال: لأن الله ﵎ يقول: ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي﴾ ولا يكون من الله شيء مخلوق"٢.
وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ﴾ ٣.
وجه الدلالة من هذه الآية:
أن المخلوقات كلها نافدة وفانية، أما كلمات الله - تعالى - فلا تنفد ولا تفنى ولذلك يقول الباري - سبحانه - عندما تفنى الخلائق كلها لمن الملك اليوم؟ فيجيب ﴿لله الْوَاحِدِ الْقَهَّار﴾ ٤.
وروى ابن جرير الطبري بإسناده إلى الحسن البصري في الآية: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ﴾ قال: لو جعل شجر الأرض أقلامًا، وجعل البحور مدادًا وقال: إن من أمري كذا ومن أمري كذا لنفد ماء البحور وتكسرت الأقلام"٥.
وقال الرسول ﷺ: "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه ثم يقول: أنا الملك فأين ملوك الأرض ... " ٦ الحديث.
_________
١- سورة السجدة، آية: ١٣.
٢- شرح أصول السنة لللالكائي ٢/٢١٩.
٣- سورة لقمان، آية: ٢٧.
٤- سورة غافر، آية: ١٦.
٥- تفسير ابن جرير ٢١/٨١.
٦- متفق عليه من حديث أبي هريرة. صحيح البخاري مع الفتح ١١/٣٧٣، صحيح مسلم ٤/٢١٤٨.
1 / 59