مباحث العقيدة في سورة الزمر
الناشر
مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥هـ/١٩٩٥م
تصانيف
وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ ١.
وقوله - عزَّ شأنه - ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ . ٢
فالعلي: هو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه.
علو الذات: كونه فوق جميع المخلوقات.
علو القدر: فله من كل صفات الكمال أعلاها.
علو القهر: فهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير٣.
"وإذا كانت صفة العلو والفوقية صفة كمال لا نقص فيها ولا تستلزم نقصًا ولا توجب محذورًا ولا تخالف كتابًا ولا سنة ولا إجماعًا فنفي حقيقتها يكون عين الباطل، والمحال الذي لا تأتي به شريعة أصلًا فكيف إذا كان لا يمكن الإقرار بوجوده وتصديق رسله والإيمان بكتابه وبما جاء به رسوله إلا بذلك فكيف إذا انضم إلى ذلك شهادة العقول السليمة والفطرة المستقيمة، والنصوص الواردة المتنوعة المحكمة الدالة على علو الله على خلقه وكونه فوق عباده"٤.
سابعًا: تخصيصه بعض المخلوقات بأنها عنده وأن بعضها أقرب إليه من بعض.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ ٥.
وقال تعالى: ﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ ٦ ففرَّق - سبحانه - في هاتين الآيتين بين من له عمومًا وبين من عنده من ملائكته وعبيده خصوصًا.
ثامنًا: تصريحه تعالى بأنه في السماء:
_________
١- سورة سبأ آية: ٢٣.
٢- سورة الأعلى آية: ١.
٣- مدارج السالكين ١/٣١.
٤- شرح الطحاوية ٣١٨ - ٣١٩.
٥- سورة الأعراف آية: ٢٠٦.
٦- سورة الأنبياء آية: ١٩.
1 / 33