مباحث العقيدة في سورة الزمر

ناصر بن علي عائض حسن الشيخ ت. غير معلوم
20

مباحث العقيدة في سورة الزمر

الناشر

مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

تصانيف

المبحث الثاني: إثبات صفة العلو والفوقية إن أول ما افتتحت به "سورة: الزمر" هو إثبات صفة العلو والفوقية - للباري جل وعلا - وذلك في خمس آيات منها: قال تعالى ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهِ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ . وقال تعالى: ﴿اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ . وقال تعالى ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ . وقال تعالى: ﴿وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ . ففي هذه الآيات الخمس دلالة واضحة على إثبات علو الله - تعالى - وأنه فوق المخلوقات جميعها، لأن نزول الشيء يكون من أعلى إلى أسفل. فالآية الأولى: من تلك الآيات المتقدمة هي قوله تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ فيها إخبار منه - تعالى - بأن مبدأ تنزيل القرآن كائن منه - جل وعلا - ومن عنده ﵎. وأما الآية الثانية: فهي قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ...﴾ الآية.

1 / 29