مباحث العقيدة في سورة الزمر
الناشر
مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥هـ/١٩٩٥م
تصانيف
المبحث الرابع: عبودية الدعاء
قبل أن نبدأ بعرض الآيات الواردة في السورة التي تبين أن الدعاء عبادة لا يستحقها إلا الله - جل وعلا - نذكر معنى الدعاء في اللغة والشرع ليتضح مفهومه أكثر.
أما الدعاء في اللغة:
فقد جاء في الصحاح للجوهري١: "ودعوت فلانًا أي: صحت به واستدعيته ودعوت الله له وعليه دعاءًا، والدعوة المرة الواحدة والدعاء واحد الأدعية" اهـ٢.
وجاء في القاموس: الدعاء الرغبة إلى الله - تعالى - اهـ٣.
وقال في المصباح: "دعوت الله أدعوه دعاءًا ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير، ودعوت زيدًا ناديته وطلبت إقباله"٤.
وأما الدعاء في الشرع:
فإنه يؤخذ من التعاريف اللغوية وهو: الإتجاه إلى الله - تعالى - بطلب نفع أو دفع ضر، أو رفع بلاء، أو النصر على عدو، أو نحو ذلك.
فهذا الاتجاه بالسؤال المنبعث من القلب لله - تعالى - هو روح العبادة ومخها كما ورد بذلك قول المصطفى ﷺ: "الدعاء هو العبادة"٥.
١- هو: إسماعيل بن حماد الجوهري المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة هجرية.
٢- ٦/٢٣٣٧.
٣- ٤/٣٢٩.
٤- ١/١٩٤.
٥- رواه الترمذي ٥/٥٢ من حديث النعمان بن بشير رضي الله - تعالى - عنه.
1 / 195