كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
225

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

وكذلك المنافق إذا مات على نفاقه غير تائب ، فذلك قوله تعالى :

(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) . ثم قال : (إلا الذين تابوا) في الدنيا (وأصلحوا) العمل (واعتصموا بالله) لجميع طاعته (وأخلصوا دينهم لله) بجميع ما أمر الله ( فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا

عظيما) فالمؤمنون عند الله بهذه المنزلة ، عليهم صلوات الله وحق عليهم رحمته ، فطوبى للمؤمنين .

تفسير ما أمر الله الحرائر من إدناء الجلباب فوق الخمار :

قوله في سورة الأحزاب :

(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) يعني : يشددن عليهن من جلابيبهن ، وهو القناع فوق الخمار ، فلا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا أن يكون عليها القناع قد شدت رأسها ونحرها ، وقال :

( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) يعني : الوجه والكفين .

فزينة الوجه الكحل ، وزينة الكفين الخضاب والخاتم ، لا يحل أن يرى منها غريب غير ذلك .

( وليضربن ) يعني : وليشددن ( بخمرهن على جيوبهن ) يعني : الخمار (على جيوبهن) يعني : على النحر والصدر فلا يرى منها شيئا .

ثم قال : (ولا يبدين زينتهن) يعني : ولا يظهرهن زينتهن ومفاتنهن ثم استثنى الزوج وذا المحرم فقال :

(إلا لبعولتهن ) يعني : الزوج ( أو آبائهن أو آباء بعولتهن] أو أبنائهن) يعني : من الزوج ومن غير ذلك الزوج (أو أبناء بعولتهن ) ابن الزوج من غيرها ( أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن) فهؤلاء ذو محرم ، وكذلك العم والخال .

صفحة ٢٣٥