كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
214

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

(وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا ) يعني : بم تقدروا على كتابة الدين في السفر ( فرهان مقبوضة) يعني : فليرتهن الذي له الحق من المطلوب ( فإن أمن بعضكم بعضا) يقول : إن كان أمن الذي عليه الحق فلم يرتهن منه في السفر للثقة وحسن ظنه به ( فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه )

يقول : يؤدي الحق الذي عليه إلى صاحبه .

ثم رجع إلى الشهداء فقال (ولا تكتموا الشهادة) عند الحكام .

يقول : من شهد على حق فليقمها على وجهها عند الحكام كما كانت ( ومن يكتمها ) يعني : الشهادة فلا يشهد بها إذا دعى لها ( فإنه آثم قلبه والله بما تعملون) يعني : من كتمان الشهادة وإقامتها ( عليم) .

وقال في سورة النساء :

(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ) يعني : قوامين بالعدل ( شهداء لله ولو على أنفسكم) يقول : ولو كان عليك حق فأقر به على نفسك ( أو الوالدين والأقربين) يعني : أو على الوالدين أو على الأقربين فاشهدوا عليهم بالحق وقل الحق وإن كان مرا (إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما) يعني : فالله أولى بالغني والفقير من غيره (فلا تتبعوا الهوى) يعني : في الشهادات ( أن تعدلوا) يعني : أن تعدلوا عن الحق (وإن تلووا) يعني : التحريف باللسان في الشهادة ، يلجلج بها لسانه فلا يقيمها ، ليبطل شهادة (أو تعرضوا ) يعني : تعرضوا فلا تشهدوا بها ( فإن الله كان بما تعملون) يعني : من كتمان الشهادة وإقامتها (خبيرا) .

وقال في سورة الأنعام :

( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) يقول : ولو كان على قرابتك فقل عليه الحق .

عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :

صفحة ٢٢٤