كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

أبو الحواري الأعمى ت. 275 هجري
207

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

تصانيف

51- تفسير آيات الأيمان وأنواعها وكفارتها

تفسير كفارة الأيمان العمد :

قوله تبارك وتعالى في سورة البقرة :

( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا ) وذلك أن الرجل كان إذا حلف على أمر في قطيعة رحم أو معصية ، يقول : لا يحل لي أن أبر القسم ، فنزلت ( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم )

يقول : لاتحلفوا على [ أمر] هو لي معصية .

( أن تبروا ) يعني : أن تصلوا القرابة

( وتتقوا وتصلحوا بين الناس ) فكان الرجل يريد الصلح بين اثنين ، فيعصيه أحدهما ، أو يتهم ، فيحلف أن لا يتكلم بينهما في الصلح ، قال : أن تصلوا القرابة ، وتتقوا وتصلحوا بين الناس فهو خير من وفاء اليمين في معصية .

( والله سميع عليم ) يعني : لليمين التي حلف عليها ( عليم ) يعني : عالما . قال : هذا قبل أن تنزل كفارة الأيمان .

( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) . فهو الرجل يحلف على أمر يرى في نفسه أنه صادق ، وهو مخطئ فلا يؤاخذه بها ن ولكن عليه كفارة إذا استبان له أنه أخطأ فيها ، ويكره العلماء كثرة الأيمان .

( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) يعني : بما تعمدت للمآثم ، يعني : اليمين الكاذبة التي يحلف عليها متعمدا .

( والله غفور ) يعني : إذا تجاوز عن اليمين الت يحلف عليها ( حليم ) بعد التوبة ، وجعل الله فيها الكفارة .

ثم نزلت الكفارة في سورة المائدة :

( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) يعني : اليمين التي حلف عليها يرى أنه صادق وهو مخطئ ، فإذا استبان له أنه خطأ فعلية كفارة ولا أثم عليه .

صفحة ٢١٧