175

دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية

تصانيف

والأولى في تقديرنا أن نوفق بين إعانة الحكومة للمدارس الحرة وبين استقلال هذه المدارس في تطورها، فنقصر الإعانة على أبناء الفقراء الذين يتعلمون فيها بالمجان، وندع الأغنياء وواجبهم في تعليم أبنائهم وقدرتهم على إعفاء الدولة من هذا العبء المشترك بين الفقراء والأغنياء.

مهمة قومية ...

والرأي الذي أجملته في هذا المقال هو الرأي الذي أخذت به في كل فرصة أتيحت في خلال أعمالي النيابية وأعمالي الكتابية.

فهو الرأي الذي أخذت به عند بحث القوانين التعليمية في لجان مجلس الشيوخ ومن قبله لجان مجلس النواب.

وهو الرأي الذي فصلته في الصحف غير مرة، وآخرها مقالي ب «المصور» في الحادي عشر من شهر نوفمبر الماضي، حيث أقول عن تنويع التعليم: «إن أبناء الأمة لم يخلقوا جميعا للتلمذة في المدارس التي نسميها بالمدارس النظرية والمدارس العلمية، ولم يخلقوا جميعا لابتداء التعليم الذي نهايته الجامعة أو المدرسة العالية أو حتى المدرسة الثانوية، فلا بد للبلاد من صناع ولا بد لها من زراع، ولا بد لها من مشتغلين بالبيع والشراء، ومن العبث أن نتكلم عن تدبير المستقبل لأبناء الأمة المصرية كأنهم كلهم تلاميذ نظريون أو علميون.»

وختمت ذلك المقال سائلا: «هل يغنينا في ارتقاب ذلك اليوم وزير المعارف؟ ... بل هل تغنينا الحكومة وما فيها من الوزارات والدواوين؟ ... كلا؛ لأن الأمة التي تتمنى على وزير واحد، أو وزارة واحدة، أو عدة وزارات، تتمنى المستحيل.»

وهذه هي المهمة القومية التي نعنى بها اليوم، وقد عنينا بها على الدوام.

يجب أن يعمم التعليم حيث يتساوى الاستعداد.

يجب أن تفتح الأبواب للفقراء المستعدين للعلوم العالية.

يجب أن نفتح للتعليم الحر أبواب التطور والارتقاء.

صفحة غير معروفة