متى ظهرت فكرة التدين على وجه الأرض؟
ما مصيرها أمام التطورات الفكرية في العلوم؟
ما وظيفتها النفسية؟
ما مهمتها الاجتماعية؟ (1) نظرية أدباء القرن الثامن عشر والسوفسطائية
إلى أي حد تعد ظاهرة التدين ظاهرة عريقة في القدم؟ هل سبقت الحضارات المادية؟ أم تأخرت عنها في الوجود؟ أم اقترنت بها؟
ذهب بعض كتاب القرن الثامن عشر، الذين مهدوا للثورة الفرنسية، إلى أن الديانات والقوانين ما هي إلا منظمات مستحدثة، وأعراض طارئة على البشرية حتى قال «فولتير»: «إن الإنسانية لا بد أن تكون قد عاشت قرونا متطاولة في حياة مادية خالصة، قوامها الحرث، والنحت، والبناء، والحدادة، والنجارة قبل أن تفكر في مسائل الدينيات والروحانيات.»
1
بل قال: «إن فكرة التأليه إنما اخترعها دهاة ماكرون، من الكهنة والقساوسة الذين لقوا من يصدقهم من الحمقى والسخفاء.»
2
وكذلك كان نظر «جان جاك روسو» إلى فكرة القانون، حيث ظن أنها ليس لها إلا قيمة وضعية تحكمية، وفسر ذلك بقوله: «إن الأفراد الذين سبقوا إلى وضع أيديهم على بعض مساحات من الأرض، حدا بهم جشعهم، وحرصهم على المحافظة على ملكيتهم، إلى أن يأتمروا فيما بينهم على وضع تلك النظم والقوانين، ليخدعوا بها الجمهور، ويضللوا بها الفقراء.»
صفحة غير معروفة