لكم دينكم ولي دين ،
20
ويقول:
ومن يبتغ غير الإسلام دينا .
21
الفصل الثالث
تحليل الفكرة الدينية في نظر المتدين من الوجهتين الموضوعية والنفسية
(1) مقدمة
ولقد رأينا كيف وصل الأمر ببعض الباحثين في تحديد موضوع الدين إلى تصويره بأرقى صورة عرفتها الفلسفة، وأبعد صورة عن الخطور ببال العامة من المتدينين، أعني تلك الفكرة التي عبر عنها روبرت سبنسر بقوله: «إن العنصر الأصيل في الدين هو الإيمان بقوة لا يمكن تصور نهايتها الزمانية والمكانية.» فهذه اللانهائية - إن صح أنها عقيدة كبار الفلاسفة والعلماء - لا تنطبق بحال على عقيدة المشبهين ولا المجسمين ولا القائلين بأن ربهم في السماء، ونحن هنا لا نطلب تحديد الدين الصحيح فحسب، بل الدين من حيث هو، في مختلف صوره ومظاهره.
ثم رأينا كيف أن «ماكس ميلر» كان أشد تضييقا لهذه الدائرة، حين قال: «إن الدين هو محاولة تصور ما لا يمكن تصوره.» فهذه العبارة لا تنطبق في حرفيتها إلا على نوع من الأديان يفصل بين العقيدة والعقل فصلا تاما، ويفرض على معتنقيه أن يؤمنوا بما لا تقبله عقولهم، ولا تتصوره
صفحة غير معروفة