وهذه الحقيقة المزدوجة يقررها القرآن في أوضح بيان؛ حيث يقول في المقدمة الأولى:
إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين * وفي خلقكم (الجاثية: 3)
وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم (الذاريات: 20)،
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم (فصلت: 53)، ويقول في المقدمة الثانية:
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا (المائدة: 48)،
ولكل وجهة هو موليها (البقرة: 148)،
ولكل قوم هاد (الرعد: 7).
ولا جرم أنه من أجل هذا الاختلاف في وسائل الاقتناع عند الناس، تنوعت في القرآن وسائل الدعوة إلى الله، وصرفت فيه الآيات تصريفا بليغا، حتى إن الذي يستعرض أساليب الهداية القرآنية إلى عقيدة الألوهية يجدها قد أحاطت بأطراف هذه المسالك، وأشبعت تلك النزعات جميعا، بل ربما زادت في كل منهج عناصر جديدة، لم يفطن إليها الباحثون المذكورون.
فإن شئت التحقق فإليك نماذج قرآنية من هذه المناهج على الترتيب:
اقرأ في المنهج الطبيعي، أمثال قوله تعالى:
صفحة غير معروفة