دمشق مدينة السحر والشعر

محمد كرد علي ت. 1372 هجري
24

دمشق مدينة السحر والشعر

تصانيف

فردوس فانظرها تكن متمثلا

وإذا عنان اللحظ أطلقه الفتى

لم يلق إلا جنة أو جدولا

أو روضة أو غيضة أو قبة

أو بركة أو روة أو هيكلا

أو واديا أو ناديا أو ملعبا

أو مذنبا أو مجدلا أو موئلا

أو شارعا يزهو بربع قد غدا

فيه الرخام مجزعا ومفصلا

اشتهرت دمشق بأديارها قبل الإسلام، ومن أعظمها دير مران في السفح الغربي من قاسيون، كان مطلا على مزارع الزعفران، وقد ظل عامرا إلى القرن السابع، وقال فيه الشعراء من القصائد والمقاطيع كل مرقص، وكان مقصد الخلفاء والأمراء وأرباب اللهو والقصف وعشاق الطبيعة، وكان بالسفح في محلة الصالحية أكثر من دير تطل كلها على المدينة وغوطتها، وفيها أشجار السرو، ولا نعلم في أي قرن دثرت، كما أنا نجهل الزمن الذي دثرت فيه أديار الغوطة. أما كنائس دمشق اليوم فكلها محدثة جددت بعد حوادث سنة 1860، وليس فيها من الجمال ما كان للبيع القديمة، وللقديم أبدا روعة ليس للجديدة.

صفحة غير معروفة