انتشرت في العصور القديمة بالقارة الأمريكية العديد من القبائل التي كانت تأكل لحوم البشر، خاصة في شمال أمريكا.
4
وقيل إن العديد من القبائل الهندية من كندا وأمريكا الشمالية مارسوا أكل لحوم البشر، ومنهم: هنود الجونكيان في شمال شرق أمريكا الشمالية، وكواكيوتل، وقبيلة
Athapaskans ، وقبيلة
Iroquois
وقبيلة
Hurons
وتعد قبيلة كواكيوتل هي أكثر القبائل تناولا للحوم البشر وهذا بالدليل القاطع؛ إذ يعتمد الهيكل الاجتماعي لهذه القبيلة على فكرة أكل لحوم البشر، فهم يصورون العالم كمكان لتناول الطعام، وينظر إلى الرجل على أنه أحد الكائنات التي يؤكل لصلته بالكائنات الخارقة، وهم لا يرضون بأدنى من ذلك كطعام لهم، وللسيطرة والهيمنة على هذه الفكرة لا بد من التدخل الديني؛ ولذا تتبنى تلك القبيلة العديد من الأساطير التي تمارس في ظل طقوس واحتفالات معينة يتم فيها تناول اللحوم البشرية.
5 (2-1) الشامان ودوره في قبيلة كواكيوتل
تعتقد قبيلة كواكيوتل أنه بمقدورها السيطرة على الطبيعة الثنائية لحياتهم من خلال الشامان ذي القناع، وذلك من خلال الراقصات وشخصيات آكلي لحوم البشر؛ لأن هؤلاء الأفراد يتكونون من جزءين؛ الجزء الجسدي «ممثلا في الجسم الآدمي» والشق الخارق «ممثلا في الرجل المضحى به»، وهذ هو ما يعرف بالبنية الثنائية للمجتمع، ودور الشامان في ذلك هو السيطرة أو التوسط بين القسمين؛ البشر الذين يؤكلون وفي نفس الوقت يشاركون في فعل القوة الخارقة بالعبور بين العالمين وينتهي بهم الأمر أن يؤكلوا فيحصلوا بذلك على هوية الخارق.
صفحة غير معروفة