شكل 6-2: صورة توضح الطيور الجارحة إذ تقوم بتناول الجثث الآدمية.
وقد جاء آنفا كيف أن الدفن السماوي نوع من طقوس عادات الدفن التي ظهرت إرهاصاتها الأولى في بلاد الأناضول في عصور ما قبل التاريخ، ثم أعاد التاريخ نفسه لتظهر مرة أخرى لدى بعض الشعوب في جنوب آسيا، من خلال طقس ديني جنائزي يتبعه سكان التبت الصينية ومنطقة منغوليا عرف باسم الدفن السماوي،
28
يعمدون فيه إلى ترك جثث موتاهم للنسور كي تتغذى عليها؛ ففي اعتقادهم أن الجسد ما هو إلا وعاء يحوي الروح التي تصعد في السماء.
29
ولقد أطلق على هذا الطقس أيضا باللغة المحلية لسكان التبت «إعطاء الوعاء للطيور»، وهي عادة تعبر عن احترام الميت، وتسود لدى أغلب أصحاب الديانة البوذية والزرادشتية.
30
فأصحاب تلك الديانات الوضعية يؤمنون بتناسخ الأرواح وتحتم عليهم تلك الديانة أن يتصفوا بالسخاء؛ لذلك نجد أن طريقتهم في التخلص من جثث الموتى يعتبرونها نوعا من الكرم؛ فهم يقدمون الجثث طعاما للحيوانات والطيور.
31
وفي طقوس ذلك الدفن السماوي يتم تقديم جثث الموتى إلى تلك الطيور (النسور)، في أغلب الأحيان يجري تقديم الجسم كاملا للطيور الكبيرة، وعندما لا يبقى إلا العظام يكون الهيكل محطما بمخالب الطيور الكبيرة القوية، فتقدم طعاما إلى الطيور الأصغر.
صفحة غير معروفة