وتعني الطريق، والمراد بها: طريق الآلهة. والشنتو هو الدين التقليدي لليابانيين، ويسمونه بلغتهم «كامي-نو-ميتشي» ومعناها أيضا: طريق الآلهة، غير أن التسمية الصينية غلبت عليه واشتهر بها. ولم تذكر لنا المصادر الكثير عن الشنتو قبل دخول البوذية إلى اليابان، ومما يقال في ذلك إنها تولدت من الخوف من مظاهر الطبيعة؛ إذ يعتقد اليابانيون أن كل الحركات الأرضية والسماوية هي بمنزلة الأدلة أو نتائج الأنشطة الإلهية.
14
وقد تطورت المذاهب البدائية لعبادة الطبيعة إلى مذاهب لعبادة آلهة الأسلاف وأرواح الأسلاف، ولم يكن هناك تمييز واضح بين الإله والبشر، وبين الطبيعة والآلهة، ومن هنا نشأت أقدم ديانة في اليابان؛ وهي «الشنتوية» وكانت عبادة الأسلاف من الأسس الرئيسة التي قامت عليها. وقد عرف للشنتوية صورتان:
الأولى:
تتجه بالعبادة إلى الحاكمين الأسلاف، وهم الآلهة الذين أسسوا الدولة وأقاموا بناءها.
والثانية:
التي تقام في المنزل، وهي عبادة تتجه إلى أسلاف القبيلة.
15
وسيطر معتقد الشنتو على الشعب الياباني، ووفقا لهذا المعتقد فإن مؤسس السلالة الإمبراطورية هو سليل الشمس المقدسة وقد وصل إلى الأرض مرورا بالكوبرا العائمة بين الأرض والسماء، والتي تمثل بمعناها الطريق إلى الآلهة وذلك لتمييزها عن الديانة البوذية، تتركز هذه الممارسات الدينية حول عبادة الآلهة أو «كامي» التي تتمثل في عبادة إحدى الظواهر الطبيعية أو الأجداد الأسطوريين الذين كانوا في أغلب الأحيان ظواهر من الطبيعة كالشمس مثلا، وكان الخط الفاصل بين الإنسان والطبيعة خطا واهيا فكان من السهل إضفاء صفة الألوهية على رجل مهيب أو غير عادي، والغريب أنه لم يكن هناك ارتباط بين المفاهيم الدينية والمفاهيم الأخلاقية باستثناء الخوف من الطبيعة واحترامها.
16
صفحة غير معروفة