الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
المبحث الثاني: الفرق بين الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم، ومشكل القرآن:
ثمة فرق بين الأحاديث المشكلة في التفسير، ومشكل القرآن، وثمة تداخل بين الاثنين، فمن أوجه التداخل:
١ - أنَّ الأحاديث التي يُوهِمُ ظاهرها التعارض مع القرآن تدخل في مشكل القرآن ومشكل الحديث، فكل آية أوهمت معارضة صحيح السُّنة فهي مشكلة، وكل حديث أوهم معارضة القرآن فهو مشكل، وكلاهما يُوهِمُ معارضة الآخر.
٢ - أنَّ الإشكال قد يَرِدُ على الآية والحديث الوارد في تفسيرها معًا، بمعنى أنَّ الآية قد يُوهِمُ ظاهرها معنى مشكلًا، ويأتي حديثٌ يؤكد هذا المعنى المشكل في الآية (١)، فيكون هذا المعنى المشكل صادرًا من الآية والحديث معًا، وبهذا يكون الإشكال قد تجاذبه طرفان هما: الآية والحديث، ويكون داخلًا في مصطلح مشكل القرآن ومشكل الحديث.
ومن أوجه الاختلاف بينهما:
١ - أنَّ الإشكال قد يكون متعلقًا بالحديث الوارد في تفسير الآية دون الآية ذاتها، فيكون داخلًا في مشكل الحديث دون مشكل القرآن.
٢ - أن مصطلح «مشكل القرآن» خاص بالقرآن وآياته، وما يطرأ عليهما من إشكال، بخلاف الأحاديث المشكلة في التفسير فإن الإشكال ربما طرأ على الحديث ذاته لإيهامه معنىً مشكلًا على النحو الذي ذكرته في تعريف المشكل. (٢)
_________
(١) للأمثلة على هذا النوع: ينظر مسألة: هل وقع الشرك من آدم وحواء ﵉، ص (٥٩٤).
(٢) انظر: ص (١٨).
1 / 45