الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ثالثًا: أجوبة العلماء عن قصة السُّمِّ الذي وُضِعَ له ﷺ -:
للعلماء في الجواب عن هذه الحادثة ثلاثة مذاهب:
الأول: أنَّ ما حصل له ﷺ من وضع السم لا يُعارض الآية؛ لأن المراد عصمته من القتل حال تبليغه للوحي، والمعنى: بلغ، وأنت حال تبليغك معصوم، ولهذا لم يعتدِ عليه ﷺ أحدٌ أبدًا حال تبليغه.
وهذا مذهب: الشيخ محمد بن صالح العثيمين. (١)
وبنحوه قال ابن عطية (٢)، وذكره الآلوسي في تفسيره (٣).
المذهب الثاني: أنَّ المراد عصمته من القتل على وجه القهر والغلبة والتسليط، وأنَّ هذا لم يقع.
ذكره: ابن مفلح. (٤)
المذهب الثالث: أنَّ ما رُويَ من وجود الألم وانقطاع أبهره ﷺ: مرسل أو منقطع، وهذه الرواية لا تقاوم الرواية المتفق على صحتها، التي لم يذكر فيها أنَّ السم أثر فيه ﷺ.
ذكره: ابن مفلح. (٥)
المبحث الخامس: الترجيح:
الذي يَظْهُرُ صَوَابُه - والله تعالى أعلم - أنَّ الله تعالى ضمن لنبيه ﷺ العصمة من القتل فقط، دون العوارض التي تعرض للبدن، فتكون الآية من العام الذي أريد به الخصوص، وما تعرَّض له النبي ﷺ من الأذى في أحد، ومن السحر والسم، لا يُنافي العصمة؛ لأن شيئًا من ذلك لم يكن له أثر على
(١) تفسير ابن عثيمين، البقرة (١/ ٢٨٤). (٢) المحرر الوجيز، لابن عطية (٢/ ٢١٨). (٣) روح المعاني، للآلوسي (٦/ ٤٩٩). (٤) الآداب الشرعية، لابن مفلح (٣/ ٩٣). (٥) الآداب الشرعية (٣/ ٩٣).
1 / 149