اختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم مع دراسة هذه الظاهره عند ابن معين
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
ولعل قول ابن معين الذي رواه الدارمي عنه كان قديمًا ثم رأى تضعيفه، ويدل على ذلك:
١- إجماع النقاد على تضعيفه؛ نقل ذلك أبو أحمد الحاكم (ت ٣٧٨هـ) حيث قال: "ليس بالقوي عندهم" (١)، وقال ابن عبد البر (ت ٤٦٢هـ): "كلهم ضعفه" (٢) . وقال الذهبي (ت ٧٤٢هـ): "ضعفوه" (٣) .
وختم ابن عدي (ت ٣٦٥هـ) ترجمته بقوله: "وعثمان بن عمير
أبو اليقظان هذا رديء المذهب، غالٍ في التشيُّع يؤمن بالرجعة. على أن الثقات قد رووا عنه، وله غير ما ذكرت، ويكتب حديثه على ضعفه" (٤) .
٢- يرى أ. د. أحمد محمد نور سيف محقق تاريخ الدارمي والذي عاش فترة من حياته - بارك الله فيها - في تحقيق تراث ابن معين، أن رواية الدارمي أقدم من رواية الدوري وابن أبي خيثمة وابن الجنيد والغلابي (٥)، وعليه فالرأي الراجح لابن معين في عثمان بن عمير هو ما رواه ابن الجنيد والدورقي، والله أعلم.
عاشرًا: إذا اختلفت أقوال الرواة عن ابن معين في الراوي المتكلم فيه فيرجح قول البغداديين عنه في ذلك الراوي:
لأنهم أكثر ملازمة له من غيرهم، فيعرفون أقواله السابقة واللاحقة في
_________
(١) تهذيب التهذيب ٧/١٤٦.
(٢) المصدر السابق.
(٣) الميزان ٣/٥٠.
(٤) الكامل ٥/١٨١٦.
(٥) تاريخ الدارمي ص٣١.
1 / 60