اختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم مع دراسة هذه الظاهره عند ابن معين
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
ولذلك يتساءل الذهبي عن رواية ابن أبي خيثمة فيقول: "وما عرفت سبب قول ابن معين فيما سمعه يقول أحمد بن زهير: "ليس بشيء" (١) . ونعته في الكاشف بأنه: "ثقة مكثر" (٢) .
وقول الحافظ الذهبي يتناقض مع قول ابن القطان في هذا الراوي الذي يؤيده تخريج أصحاب الكتب الستة له
(٤١) حديثًا؛ وأكد السخاوي ذلك حيث نقل عن ابن القطان مراد ابن معين بـ"ليس بشيء": "إنما يريد أنه لم يرو حديثًا كثيرًا" (٣) . ويرى الشيخ عبد الفتاح أبي غدة ﵀: أن "هذا القصد في عبارة ابن معين الظاهر أنه غيرُ مطّرد فقد جاء قوله: (ليس بشيء، ولاشيء) في مواطن عديدة من كلامه مرادًا به تضعيف الراوي لا بيان قلة أحاديثه، وإليك بعض تلك المواطن ... " وذكر (٣١) شاهدًا ثم جزم بهذا المراد (٤) .
أقول: لا مانع إذا أراد ابن معين بعض الرواة بهذا المعنى الذي ذكره ابن القطان والله أعلم.
سابعًا: قد يطلق ابن معين قوله: (ليس هذا بشيء) ولا يريد الراوي بل الحديث:
فمثلًا قال الحافظ ابن حجر في ترجمة عبد المتعال بن طالب الأنصاري،
_________
(١) الميزان ٢/٦٣٤.
(٢) الكاشف ١/٦٥٨.
(٣) فتح المغيث ص٣٧٣، طبعة أعظم كرة وعقب على ذلك السخاوي بقوله: "هذا مع أن ابن أبي حاتم قد حكى أن عثمان الدارمي سأله عن أبي دراس فقال: إنما يروي حديثًا واحدًا ليس به بأس".
(٤) الرفع والتكميل ص٢١٢-٢٢١.
1 / 54