معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية
الناشر
دار مكة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
وَلَا لَهُمْ إذَا اعْتَمَرُوا وَحَجُّوا
مِنْ الْحَجَرَيْنِ وَالْمَسْعَى نَصِيبُ
وَلَكِنَّ الرَّجِيعَ لَهُمْ مَحَلٌّ
بِهِ اللُّؤْمُ الْمُبِينُ وَالْعُيُوبُ
قُلْت: الْمَسْعَى مَكَانُ السَّعْيِ لِلْحَجِّ، وَهُوَ لَا يَحْتَاجُ إلَى تَحْدِيدٍ، فَالْكُلُّ يَعْرِفُهُ، وَهُوَ شَارِعٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مِنْ جَانِبِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُلَاصِقٌ لَهُ مِنْ الشَّرْقِ.
أَمَّا «الْحِجْرَانِ» فَقَدْ أَرَادَ «الْحِجْرَ» حِجْرَ الْكَعْبَةِ وَحِجْرَ إسْمَاعِيلَ، وَهُمَا وَاحِدٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَالْغَرِيبُ فِي مَا حَدَثَ يَوْمَ الرَّجِيعِ وَقَتْلُ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ هُنَاكَ، أَنَّ الَّذِي طَلَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هُمْ عَضَلٌ وَالْقَارَةُ، وَهُمْ الَّذِينَ غَدَرُوا وَاسْتَصْرَخُوا لِحْيَانَ وَبُطُونًا مِنْ هُذَيْلٍ، غَيْرَ أَنَّ الَّذِي ذَهَبَ بِالسُّبَّةِ هُمْ هُذَيْلٌ، وَلَمْ نَرَ مَنْ شَهَّرَ بِعَضَلِ وَالْقَارَةِ، بَيْنَمَا كَانَتْ أَوْلَى بِالسَّبِّ مِنْ هُذَيْلٍ.
مُسْلِحٌ بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَلَامٍ مَكْسُورَةٍ وَآخِرُهُ حَاءٌ مُهْمَلَةٌ: جَاءَ فِي ذِكْرِ مَسِيرَتِهِ ﷺ إلَى بَدْرٍ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ ارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا اسْتَقْبَلَ الصَّفْرَاءَ، وَهِيَ قَرْيَةٌ بَيْنَ جَبَلَيْنِ، سَأَلَ عَنْ جَبَلَيْهَا مَا اسْمُهُمَا، فَقَالُوا: يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا، هَذَا: مُسْلِحٌ، وَلِلْآخَرِ هَذَا مُخْرِئٌ.
وَسَأَلَ عَنْ أَهْلِهَا، فَقِيلَ: بَنُو النَّارِ وَبَنُو حُرَّاقٍ، بَطْنَانِ مِنْ غِفَارٍ، فَكَرِهَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَالْمُرُورَ بَيْنَهُمَا - يَعْنِي
1 / 296